الرئيسية
المصدر : الكورة مع يوسف
كتب : يوسف غريب
في مباراة دراماتيكية لم تحسم إلا في الدقيقة 96 حقق فريق مانشستر يونايتد فوز تاريخي ولا ينسى على ضيفه مانشستر سيتي في ديربي مانشستر باربعة اهداف لثلاثة في واحدة من أفضل الديربيات في التاريخ واكثرها اثارة وتشويق ودروس .
المباراة كانت اشبه بالحرب منها مباراة كرة قدم نظرا لما كان فيها من كر وفر واخطاء وابطال سيسال عليهم الكثير من الحبر في جميع ارجاء العالم لأسابيع طويلة قادمة ولكن بطلها الأبرز ونجمها الأول بدون منازع كان الأسطورة الويلزية ريان جيجز الذي عاد بالعمر عشرة اعوام للخلف ليقود فريقه لانتصار رائع على السيتيزن .
هدف واين روني الأول في مرمى السيتي
المباراة لم تنتظر كثيرا لتكشف عن نواياها وعن ما ينتظره مشاهديها من اثارة ومتعة عندما افتتح واين روني النتيجة لأصحاب الأرض بعد دقيقتين فقط بعد توغل سريع للظهير الأيسر باتريس ايفرا الذي وصل للخط واعادها لروني الذي وضعها بمهارة من تحت اقدام الحاس الايرلندي شاي جيفين معلنا هدف التقدم الأول للشياطين الحمر وهدفه الخامس في الدوري ليتصدر به قائمة هدافي البطولة الأعظم في العالم مشاركة مع مواطنه ولاعب سندرلاند دارين بنت .
بعد الهدف المبكر سيطر اليونايتد تماما على المباراة لمدة ربع ساعة تقريبا إلى ان عاد السيتي للمباراة من جديد وجاءت هذه العودة عن طريق النجم الارجنتيني ولاعب اليونايتد السابق كارلوس تيفيز والذي كان ينتظر الجميع مردوده في أول مبارياته أمام فريقه السابق ليضغط بقوة على حارس يونايتد بن فوستر الذي تباطأ في الكرة العائدة له من الدفاع لينقض كارليتوس عليه ويفتك الكرة من تحت اقدامه ويمررها لجاريث باري الخالي من الرقابة ليضعها بمهارة وهدوء في المرمى الخالي من حارسه ليتعادل السيتيزن في الدقيقة 16 ويأخذ اللقاء بعد التعادل منحنى مختلف تماما.
الكرة التي قطعها تيفيز من فوستر واسفرت عن هدف التعادل الأول للسيتي
منذ الدقيقة 16 من الشوط الأول وحتى نهايته لم يكن هناك إلا فريق واحد في الميدان وهو السيتي الذي سيطر بكل قوة على منتصف الميدان ولم يشعر الجماهير بغياب العديد من العناصر الكبيرة عن صفوفه وابرزها على الاطلاق الهداف البارع اديبايور الموقوف ثلاث مباريات والنجم البرازيلي الكبير روبينهو بسبب الإصابة ولكن تيفيز وأحد اهم نجوم المباراة بيلامي كانا كافيان لسد النقص واعطاء الخطورة الهجومية الكبيرة للضيوف واضاع السيتي في هذه الفترة عدد كبير من الهجمات الخطيرة وكان ابرزها على الاطلاق كرة تيفيز الذي استلمها من بيلامي وسددها بحرفية على يسار فوستر ولكنها ترتطم بالقائم وتخرج خارج الملعب وسط حسرة اللاعب والمدرب مارك هيوز لينتهي الشوط الأول الممتع بنتيجة التعادل بهدف لكل فريق .
ظن الجميع أن اللاعبين قد قدموا كل ما عندهم في الشوط الأول وسيكون الشوط الثاني هو شوط التكتيكات واغلاق المناطق وخوف كل فريق من الهزيمة ولكن ما حدث كان هو العكس بكل معانيه فما شهده الشوط الأول من اثارة لم يكن إلا القليل مما كان ينتظرنا في الشوط الثاني التاريخي .
فبداية الشوط جاءت قريبة جدا من بداية سابقه حيث ضغط اليونايتد منذ البداية بضراوة ولم يعط ابناء فيرجسون الفرصة لجيرانهم من أجل الاستمرار في السيطرة وبعد اربعة دقائق فقط من صافرة الانطلاق يرسل جيجز عرضية متقنة على رأس الاسكتلندي دارين فليتشر الذي لعبها ضعيفة اعتقد جيفن أنها ذاهبة إلى خارج الملعب ليجدها محتضنة للشباك في الخطأ الأوحد للحارس المتألق على مدار 96 دقيقة ليعود اليونايتد من جديد للتقدم بعد 49 دقيقة من عمر المباراة .
لم يستسلم السيتي بعد التأخر في النتيجة من جديد وحاول الضغط بعد الهدف وجاء التعادل الثاني سريعا في الدقيقة 52 بعد أن مرر تيفيز الكرة لبيلامي على حدود منطقة الجزاء يسددها هائلة بيمينه في المقص الأيسر لا تصد ولا ترد مسجلا هدفا رائعا لتشتعل المباراة فوق اشتعالها .
بعد هدف بيلامي اصطبغت المباراة بلون واحد وهو اللون الأحمر وبقيادة نجم واحد وهو ريان جيجز الذي عاد للزمن الجميل وقدم كل فنون الكرة التي تعودنا عليه منه قبل عدة اعوام عندما كان في عز تألقه وصال جيجز وجال في الميدان وجلس يرسل الهدايا لزملاؤه ولولا وجود شاي جيفين في مرمى السيتي لكانت المحصلة كبيرة للشياطين الحمر بعد أن تصدى لرأسية قوية من بيرباتوف بعد أن يعاود الكرة مرة أخرى من رأسية أخرى بعد سلسلة من المراوغات المذهلة لجيجز قبل أن يعود جيجز نفسه ويسدد تصويبة قوية جدا ينقذها جيفين بصعوبة .
السير اليكس فيرجسون بدأ يتدخل من أجل استثمار السطوة الحمراء على اللقاء وقام باشراك الجناح الاكوادوري فالنسيا والنجم الانجليزي مايكل اوين على التوالي بدلا من بارك جي سونج والغير موفق بيرباتوف في الوقت الذي لم يحرك فيه هيوز ساكنا على الرغم من الضغط الهائل الواقع على كاهل فريقه ليحدث ما كان متوقعا وينجح اليونايتد في تسجيل الهدف الثالث عن طريق الاسكتلندي فليتشر من جديد بعد ضربة حرة مباشرة من الجانب الأيسر يرفعها العميد والمتخصص جيجز بالمقاس على رأس فليتشر يضعها ممتازة على يسار جيفين في الدقيقة 81 ليعتقد الجميع أن المباراة انتهت عند هذا الحد ولكن كان هناك الكثير الذي مازال ينتظره اللقاء .
احد أهم الدروس التي خرج بها علينا اللقاء أن كرة القدم تعطي من اعطاها فعندما اجتهد اليونايتد كان له الانتصار وعندما استهتر عاقبته الكرة اشد عقاب ففي كرة بمنتصف الملعب في الدقيقة 90 يحاول ريو فيرديناند أن يلعبها بطريقة فنية وبها شئ من الاستهتار يخطفها النجم بيلامي من جديد ويقوم بعمل مشوار سريع من منتصف الملعب ويدخل بها منطقة الجزاء ويصبر عليها بكل برودة دم حتى يخرج الحارس فوستر من اللعبة ويضعها بذكاء شديد في المرمى وسط صدمة جماهير ولاعبي اليونايتد وفرحة هيستيرية لجماهير السيتيزن الذين حافظوا على سجلهم الخالي من الهزائم منذ بداية الموسم واحراز تعادل غالي بعد أن نجحوا في العودة في النتيجة ثلاثة مرات في مباراة واحدة .
حكم اللقاء قام باحتساب 4 دقائق كوقت بديل لتستمر الاثارة التي لم تقف لحظة منذ بداية المباراة وبعد انتهاء الدقائق الأربع وسط غضب مدرب السيتي لعدم اطلاق الحكم لصافرته على الرغم من وصول اللقاء للدقيقة 96 يقوم جيجز بارسال تمريرة حريرية وسط الدفاع المتكتل للفتى الذهبي مايكل اوين الذي يضعها بحاسة الهداف القدير في الزاوية البعيدة لتنتهي المباراة الأسطورية بانتصار وافراح اليونايتد ودموع السيتيزن ويرتفع رصيد اليونايتد إلى 15 نقطة من 6 مباريات بينما يتجمد رصيد السيتي عند 12 نقطة من 5 مباريات فقط .
